التـفـكُّـر فـي روائـع الصنـع وإتـقـانـه ودقـائـق الخـلـق!!
مرسل: السبت يناير 03, 2015 7:49 pm
التـفـكُّـر فـي روائـع الصنـع وإتـقـانـه ودقـائـق الخـلـق!! بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ الثاني التفكُّر في المصنوع : التفكُّر في روائع الصنع وإتقانه ودقائق الخلق، بما يتناسب وقدرة الإنسان من طاقة للتفكُّر. ونتيجة هذا التفكُّر هي معرفة المبدأ الكامل والصانع الحكيم. وملخّص الكلام، أنّ التفكُّر في لطائف الصنعة ودقائقها وفي إتقان نظام الخليقة، من العلوم النافعة، ومن أفضل الأعمال القلبية، وخير من جميع العبادات، لأنّ نتيجته أشرف نتيجة. أيها السالك العزيز؛؛ انظر وتأمّل في العلاقة الّتي بين هذه الشمس والأرض. وفي المسافة المعيّنة بين الأرض والشمس !! وحركة الأرض حول نفسها وحول الشمس. تلك الحركة الّتي تكون على مدار محدّد فيحصل منها الليل والنهار والفصول. فما أتقنه من صنع وما أكملها من حكمة؟ ولولا هذا التنظيم، أي لو كانت الشمس أقرب أو أبعد، لما تكوّن في الأرض ـ في الحالة الأولى من الحرّ، وفي الحالة الثانية من البرد ـ معدن، ونبات، وحيوان. وكذلك لو توقّفت الأرض عن الحركة، على ما هي عليه من البعد عن الشمس لما كان الليل أو النهار، ولا كانت الفصول، ولما تكوّنت الأرض نهائياً أو القسم الأكبر منها. ولكن لِمَ ابتعدنا كلّ هذا البعد؟ فليفكّر المرء في خلقه هو، على قدر طاقته وسعة علمه: أوّلاً في الحواس الظاهرة الّتي صنعت وفق المدركات والمحسوسات، إذ إنّ لكلّ مجموعة من المدركات، الّتي توجد في هذا العالَم، قوّة مدركة بأدقّ ما تكون من الدقّة والترتيب المحيّرين للعقول. والأمور المعنوية، الّتي لا تدرك بالحواس الظاهرة، تدرك على ضوء الحواس الباطنية. دع عنك علم الروح والقوى الروحية للنفس، ممّا تقصر مدارك الإِنسان عن فهمها، واتّجه بنظرك إلى علم الأبدان وتشريحها وبنائها الطبيعي، وخصائص كلّ عضو من الأعضاء الظاهرية والباطنية. انظر ما أغرب هذا النظام وما أعجب هذا الترتيب؟! على الرغم من أنّ علم البشر لم يبلغ حتّى الآن، ولن يبلغ حتّى بعد مائة قرن، إلى معرفة واحد بالألف منه، حسب الاعتراف الصريح بأفصح لسان من جميع العلماء بعجزهم، مع أنّ جسم الإنسان بالنسبة إلى كائنات الأرض الأخرى، لا يزيد على مجرّد ذرّة تافهة، وأنّ الأرض وجميع كائناتها، لا تعدل شيئاً إزاء المنظومة الشمسية، وأنّ كلّ منظومتنا الشمسية لا وزن لها إزاء المنظومات الشمسية الأخرى، وأنّ كلّ هذه المنظومات، الكبيرة منها والصغيرة، مبنية وفق ترتيب منظّم، ونظام مرتّب، بحيث إنّ أيّ نقد لا يمكن أن يوجّه إلى أتفه ذرّة فيها، وأنّ عقول البشر كافة عاجزة عن فهم دقيقة من دقائقها. والآن لـ نشاهد هذا الفيـديـو !! http://www.youtube.com/watch?v=onJtYGU09zQ فهل بعد هذا التفكُّر يحتاج عقلك إلى دليل آخر ليذعن بأنّ كائناً عالماً، حكيماً، لا يشبه الكائنات الأخرى، هو الّذي أوجد هذه الكائنات بكلّ حكمة ونظام وترتيب وإتقان؟ ﴿أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ إنّ كلّ هذا الخلق المتقن الّذي يعجز عقل الإنسان عن فهمه، لم يظهر عبثاً وتلقائياً! فلتعمَ عين القلب الّتي لا ترى الله، ولا تشاهد جمال جميله في هذه المخلوقات! وليمحق الّذي يبقى في الشكّ والتردّد بعد كلّ هذه الآيات والآثار؟ ولكن ما الّذي يستطيع هذا الإنسان المسكين عمله بالأوهام؟ لو أنّك عرضت مسبحتك وزعمت أنّ حبّاتها قد انتظمت تلقائياً من دون أن ينظِّمها منظِّم، لاستهزأت بك البشرية. والأدهى من ذلك أنّك لو أخرجت ساعتك من جيبك وزعمت نفس الزعم أيضاً بالنسبة إليها ألا يخرجونك من زمرة العقلاء؟ وألا يرميك كلّ عقلاء العالم بالجنون؟ فإذا وُصِفَ الّذي يُخْرِجُ نظام هذه الساعة من قاعدة العلّة والمعلول، بأنّه مجنون ويجب أن يحرم من حقوق العقلاء فما الوصف المناسب الّذي يجب أن يوصف به من يزعم أنّ نظام هذا العالَم لا بل هذا الإنسان ونظام روحه وجسمه قد ظهر تلقائياً !! هل يجب إبقاؤه في زمرة العقلاء؟ ترى أيّ بله أشدّ من هذا؟ ﴿قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ﴾ رَزَقَكُمْ اَلْبَارِيْ مِنْ فِيُوْضَاتْ نُوْرِهِ اَلّعَظِيّمَّةَ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ اَلْمُعَلِّــمْ | ||