فـكـرفـي نـفـسـك وحضـورك فـي يـوم عظيم ومحضـرعظيم لأمـرعظيم!
مرسل: الثلاثاء يناير 13, 2015 1:23 am
بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عزيزي السالك اليك هذه الموعظة البليغة من كلام العارف الميرزا جواد الملكي ( فكر---> في نفسك وحظورك في يوم عظيم ومحضر عظيم لأمر عظيم ؛؛ وظهور سلطان الله الذي لا يقدر قدرة القادرون ؛؛ ويعجز عن درك شدته العالمون ؛؛ وحزنك في مثل هذا المقام الهائل ؛؛ وأفرض أهواله وأنكاله وعتابه وخطابه وحيائه وحسرته وحرارته وفزعه وجوعه وعطشه وعرقه وخصمائه وزبانيته!! ثم تفكر---> فيما أنت عليه في هذه الدنيا في عالم التكليف من لطفه وعزته وشرفه ونعمه ؛؛ وتأمل في معاملة سلطان المعاد معك في هذا المقام ؛؛ وتشريفك بخلع التكاليف الجميلة وإكرامه بدعوته لك إلى مناجاته ومجلس انسه وقربه وجواره بهذه الكيفيات الجميلة !! وتأمل في قوله: (أنا أفرح بتوبة عبدي من رجل ضل مركبه وزاده في سفره ويأس منه ونام مسلما نفسه للهلاك ، ثم استيقظ ورأى مركوبه وزاده حاضرا عنده). وفي قوله الكريم في الحديث القدسي: ( لو علم المدبرون عني كيف انتظاري بهم وشوقي الى توبتهم لماتوا شوقا إلي ولتفرقت أوصالهم من أجل محبتي). وقوله: (ياعيسى كم أطيل النظر وأحسن الطلب والقوم لا يرجعون). وقوله: (عبدي بحقك علي أني أحبك ، فبحقي عليك احبني). وقوله بلسان الملك الداعي: ( أنا جليس من جالسني ، أنا ذاكر من ذكرني ، أنا غافر من استغفرني، أنا مطيع من أطاعني). ثم تأمل---> بماذا وبأي لذة ولأي كرامة ترضى بتبديل هذه التشريفات الفاخرة بمخازي يوم القيامة ؛؛ وانظر الى ماروي ذلك في قول مالك بعد إلحاح ألف سنة : {إنكم ماكثون} . وانظر---> في قيامك لصلاتك في الدنيا تحفك الملائكة من قدمك إلى عنان السماء ، وينظر إليك الجبار بنظر اللطف ؛؛ ويجيبك فيما تقوله من قليل وكثير ؛؛ ويباهي بك ملائكة المقربين ؛؛ ويقول في كل ماتعمله في صلاتك من استقبالك الى سلامك : أما ترون عبدي ؛؛ أما ترون عبدي !! ويعد لكل واحد من ذلك كرامة لك وقبوله وجزاءه ورضاه ؛؛ ومقامك يوم العرض على الله مكبلاً مغلولاً ؛؛ أزرق العين ؛؛ أسود الوجه ؛؛ مصفداً مقترناً مع شيطان ؛؛ يقال لك : ياغادر ؛؛ يافاجر؛؛ يامرائي ؛؛ أما استحييت مني ..؟ ثم يصدر من سلطان جلال الله خطاب: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ في سِلْسِلَة ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ} كيف يتصدع قلبك من استماع هذا الخطاب !! ولعمري أن هذا مالا تقوم له السموات والأرض ؛ فكيف بك يامسكين..؟!! فيأخذك الزبانية ؛؛ ويجروك على وجهك إلى نار حرها شديد ؛؛ قعرها بعيد ؛؛ ومقامها حديد ؛؛ وشرابها الحميم الصديد. واستمع قول الإمام البصير ---> ولعمري لا ينبئك مثل خبير حيث يقول : ( كيف استطيع نارا لو قذفت بشرارة على الأرض لأحرقت نبتها ؛؛ ولو تمسك إنسان بقلة لأنضجته وهيج النار في قلبه ). وانظر ياعاقل ---> في أحوال قوم مستقرهم الجحيم ؛؛ وطعامهم من ضريع ؛؛ وشرابهم الحميم ؛؛ الزبانية تقمعهم ؛؛ والهاوية تجمعهم ؛؛ أمانيهم فيها الهلاك ؛؛ ومالهم منها فكاك ؛؛ قد شدت أقدامهم بالنواصي وأسودت وجوههم من ظلمة المعاصي ؛؛ ينادونهم من أكنافهم ؛؛ ويصيحون من نواحيها وأطرافها : يامالك قد حق علينا الوعيد !! يامالك قد أثقلنا الحديد !! يامالك قد نضجت منا الجلود !! يامالك أخرجنا منها فإنا لا نعود !! فيقول الزبانية: هيهات هيهات ؛؛ لاتَ حِينَ مَناصٍ؛؛ لا خروج لكم منها ولا خلاص ؛؛ فـ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ ؛؛ ولو أخرجتم منها لكنتم إلى مانهيتم عنه تعبدون !! فعند ذلك ---> يقنطون ؛؛ وعلى مافرطوا في جنب الله يتأسفون ؛؛ ولا ينجيهم الندم ؛؛ ولا يغنيهم الأنين ؛؛ يكبون على وجوههم مغلوبين ؛؛ وفي أنفسهم معلولين ؛؛النار من فوقهم ؛؛ والنار من تحتهم ؛؛ والنار عن أيمانهم ؛؛ والنار عن شمائلهم؛؛ هم غرقى في النار ؛؛ طعامهم النار ؛؛ شرابهم النار؛؛لباسهم النار ؛؛ مهادهم النار ؛؛ وهم بين مقطعات النيران وسرابيل القطران ؛؛ ولثقل السلاسل يتجلجلون في مضائقها ؛؛ ويتحطمون بمقامعها ؛؛ ويصطرخون في غواشيها ؛؛ ويضطربون في حواشيها ؛؛ تغلي بهم كغلي القدور ؛؛ ويهتفون بالويل والثبور ؛؛ ومهما دعوا بالعويل يصب من فوق رؤوسهم الحميم ؛؛ يصهر به ما في بطونهم والجلود ؛؛ ولهم مقامع من حديد ؛؛ تهشم بها جباههم ؛؛ ويتفجر الصديد من أفواههم ؛؛ وتتقطع من العطش أكبادهم ؛؛ وتسيل على الخدود أحداقهم ؛؛وتسقط من الوجنات لحومها ؛؛ ويذاب من الظهور دسومها ؛؛ ويتعمط من الأطراف شعورها وجلودها ؛؛ فكلما نضجت جلودهم بدلوها جلوداً غيرها ؛؛ قد عريت من اللحوم عظامهم ؛؛ قد أسودت وجوههم ؛؛ وأعما أبصارهم ؛؛ وأبكت ألسنتهم ؛؛ وقصمت ظهورهم ؛؛ وكسرت عظامهم وجدعت آذانهم ؛؛ومزقت جلودهم ؛؛ وغلت أيديهم إلى أعناقهم ؛؛ وجمع بين نواصيهم وأقدامهم ؛؛ يمشون على النار بوجوههم ؛؛ ويطئون حسك الحديد بأحداقهم ؛؛ والحيات تلسعهم ؛؛ والعقارب تلدغهم ؛؛ وهم مع ذلك يتمنون الموت فلا يموتون ؛؛ وهذا بعض مانص عليه الكتاب والسنة من أخبارهم وأحوالهم )). رَزَقَكُمْ اَلْبَارِيْ مِنْ فِيُوْضَاتْ نُوْرِهِ اَلّعَظِيّمَّةَ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ اَلْمُعَلِّــمْ | ||