مـن عـوامـل الصعـود والـتـرقـي
مرسل: الأربعاء مارس 18, 2015 12:45 am
مـن عـوامـل الصعـود والـتـرقـي بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عزيزي السالك لقد جعل الله للإنسان سبيلا واضحا لسلوك طريق التكامل فقال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ﴾ ولهذا أرسل الأنبياء والسفراء والإلهيون الذين قرّروا إن طريق الكمال هو طريق العبودية لله تعالى، ولا سبيل غير سبيل العبودية. وقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما تقرّب إلي عبد بشيء أحب مما افترضت عليه وإنه ليتقرّب إلي بالنافلة حتى أحبه فإذا أحببته كانت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها". وكل الأعمال التي يقوم بها الإنسان في الحياة الدنيا يكون لها صورة في عالم الغيب المسمى بـ عالم البرزخ وهو العالم الذي تتجسد فيه أعمالنا قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً﴾. فـ الآية الشريفة تدل على أن كلّ أحد يرى أعماله خيرها وشرّها حاضرا، ويشاهد صورتها الباطنية الغيبية!! وقد جاء في الحديث: "إن العمل الصالح ليذهب إلى الجنة فيمهد لصاحبه كما يبعث الرجل غلاما فيفرش له ثمّ قرأ عليه الصلاة والسلام وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلأنفسهم يمهدون". من أهم العبادات التي ينبغي أن تهتم بها عزيز السالك والتي تكون سبباً لإصلاح آخرتك وصورتك الغيبية هي : الـصـــلاة فإن الصلاة عمود الدين وبصلاح صلاة العبد تصلح مملكة وجود الإنسان.. فـ تأمـل !! قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾. روي عن مولانا الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال قال: ---> "من صلّى الصلوات المفروضات في أول وقتها وأقام حدودها رفعها الملك إلى السماء بيضاء نقية تقول حفظك الله كما حفظني استودعتني ملكا كريما. ومن صلاّها بعد وقتها من غير علّة ولم يقم حدودها رفعها الملك سوداء مظلمة وهي تهتف به ضيّعك الله كما ضيّعتني، ولا رعاك الله كما لم ترعني". فإن هذه الرواية تدل على أن ملائكة الله سبحانه ترفع الصلاة إلى السماء إمّا ــ بصورة نقيّة بيضاء وهي ما إذا بها المصلّي في--> أول وقتها ولاحظ آدابها فتدعو له بدعاء الخير!! ــ وإما بصورة سوداء مظلمة وذلك إذا --->أخرّها من غير علّة عذر عن وقتها ولم يقم حدودها، فتدعو حينئذ على المصلّي. ----------------------------- من توجيهات العارف بالله السيد علي القاضي لمريديه ينقلها العلامة العارف السيد الطهراني قدس سرهم : كان يُعد الصلاة في أول وقتها أنها من عوامل الصعود والترقي.. لماذا ..؟ كان يوجه مريديه لقراءة حديث عنوان البصري للتخلص من النفس الأمارة ورغباتها المادية الشهوية وكبح جماح طباع الغضبية فيها عند الشعور بالإضطراب الروحي وعدم الإرتياح(الكدورة)اقرأوا : ((لا اله وحده لا شريك له * له الحمد وله الملك * وهو على كل شيء قدير)) ((أعوذ بالله من همزات الشياطين وأعوذ بك ربي من أن يحضرون ان الله هو السميع العليم)) وكان يقول أيضاً لا تصلوا في نفس المسجد ، بل اذهبوا إلى بقية المساجد أيضاً وصلوا في المكان الذي تحصلون فيه على الحال والتوجه الأفضل وإلا فابحثوا عن آخر، فإنه لا معنى للتوقف فـ على المرء أن يكون في بحث مستمر وانتقال للمكان والزمان الأفضل. رَزَقَكُمْ اَلْبَارِيْ مِنْ فِيُوْضَاتْ نُوْرِهِ اَلّعَظِيّمَّةَ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ اَلْمُعَلِّــمْ ............................... إذا كان البحث عن الحق وعشقه هو الهدف -وهو نادرٌ جداً- فذلك مصباح الطريق ونور الهداية (العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده) أما الإنشغال بالعلوم حتى العرفان والتوحيد إذا كان لإكتناز الاصطلاحات -هو حاصل- أو لأجل نفس تلك العلوم، فإنه لا يقرب السالك من الهدف بل يبعده عنه (العلم هو الحجاب الأكبر) {{{ السيد الخميني قدس سره الشريف }}} | ||