ضمان صفاء النفس من آثارالذنوب والتهيئ لتلقي الفيوضات الإلهية
مرسل: السبت مايو 09, 2015 12:46 am
صـلاة الليـل رمـز مـوفـقـيـة السـالـك!! بِسْمِ اللَّهِ مَجْراهَا وَمُرْسَاهَا اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عـزيـزي الـسـالـك قال الله تعالى في محكم كتابة العزيز--->﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ﴾ ومن وصايا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام ---> "يا عليّ عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل". كرّرها ثلاثاً وهذه غاية في المبالغة والتأكيد على فعلها وعدم التهاون بشأنها!! كما ان الله تبارك وتعالى مـدح المؤمن الّذي يقوم الليل ويقنت فيه ويسجد ويسهر في عبادة ربّه ومنحه هبات مميزة أولاً :صلاة الليل تُفيد فائدة الاستغفار بالأسحار!! صلاة الليل مشتملة على الاستغفار بالأسحار، الّذي حثّ الله عزّ وجلّ عليه، وقد ذكر في كتابه العزيز المستغفرين بالأسحار بالثناء الجميل حيث قال عزّ من قائل:﴿الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَار ِ﴾ . وعن إمامنا أبي جعفر الباقر عليه السلام: "من داوم على صلاة الليل والوتر واستغفر الله في كلّ وتر سبعين مرّة، ثمّ واظب على ذلك سنة كتب من المستغفرين بالأسحار". والمستغفرون بالأسحار لهم بركات عظيمة تعمّ وتشمل حتّى أصحاب الذنوب، حيث إنّ الله تعالى يدفع بهم "المستغفرين بالأسحار" العذاب الّذي استوجبه أهل المعاصي بمعاصيهم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ثانياً: من آثار صلاة الليل الأخروية !! 1- تجير من عذاب القبر ومن النار!! قال الإمام الرضا عليه السلام: "عليكم بصلاة الليل فما من عبد مؤمن يقوم آخر الليل فيُصلّي ثمان ركعات وركعتي الشفع وركعة الوتر، واستغفر الله في قنوته سبعين مرّة إلا أُجير من عذاب القبر ومن عذاب النار". 2- مباهاة الله به الملائكة والمغفرة له!! قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا قام العبد من لذيذ مضجعه والنعاس في عينيه ليرضي ربه تعالى بصلاة ليله باهى الله تعالى به الملائكة، وقال: أما ترون عبدي هذا قد قام من لذيذ مضجعه لصلاة لم أفترضها عليه؟ اشهدوا أنّي قد غفرت له ". 3- يقوم المتهجّدون يوم القيامة ويُحاسب الناس من بعدهم!! قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا جمع الله الأولين والآخرين نادى منادٍ ليقم الّذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفاً وطمعاً، فيقومون وهم قليلون ثمّ يُحاسب الناس من بعدهم". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ثالثاً: آثار صلاة الليل الدنيويّة!! 1- تحسين الوجه في النهار!! قال الصادق عليه السلام: "من صلّى بالليل حسن وجهه بالنهار".وقد سُئل عليه السلام: ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجهاً؟ قال عليه السلام: "لأنّهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره". 2- شرف المؤمن قيام الليل!! نزل جبرائيل عليه السلام على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: "يا جبرائيل عظني فقال يا محمّد عش ما شئت فإنّك ميّت، وأحبب من شئت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك ملاقيه. شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزّه كفّ الأذى عن الناس". 3- مطردة للداء عن الأجساد!! قال الإمام الصادق عليه السلام: "عليكم بصلاة الليل فإنّها... مطردة الداء عن أجسادكم". 4- بيوت المتهجّدين تُضيء لأهل السماء!! روى عنه الفضيل بن يسار أنّه قال: "إنّ البيوت الّتي يُصلّى فيها بالليل بتلاوة القرآن تُضيء لأهل السماء كما تُضيء نجوم السماء لأهل الأرض". 5- توسّع المعيشة، وتزيد في الرزق، وتُطيل العمر!! عن أبي بصير قال: شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام الحاجة وسألته أن يُعلّمني دعاء في طلب الرزق فعلّمني دعاء ما احتجت منذ دعوت به، قال: قل في دبر صلاة الليل وأنت ساجد: "يا خير مدعو ويا خير مسؤول ويا أوسع من أعطى ويا خير مرتجى ارزقني وأوسع عليّ من رزقك وسبِّب لي رزقاً من قبلك، إنّك على كلّ شيء قدير". 6- يدفع بالدعاء في صلاة الليل شرّ الأعداء!! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واعلم عزيزي السالك أنّ الإنسان إذا أدام صلاة الليل يكون قد ضمن صفاء نفسه من آثار الذنوب المهلكة، وهيّأها لتلقّي الفيوضات الإلهية، والتنسّمات الروحانية، فالمحافظة على طهارة النفس من آثار الذنوب هي ضمانة السعادة الأبدية!! نلتمسكم الدعاء في خلواتكم المباركة لنا وللأب الروحي ولجميع المؤمنين رَزَقَكُمْ اَلْبَارِيْ مِنْ فِيُوْضَاتْ نُوْرِهِ اَلّعَظِيّمَّةَ الله أعلم واستغفره من الزيادة والنقصان والسهو والخطأ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ اَلْمُعَلِّــمْ ............................... إذا كان البحث عن الحق وعشقه هو الهدف -وهو نادرٌ جداً- فذلك مصباح الطريق ونور الهداية (العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده) أما الإنشغال بالعلوم حتى العرفان والتوحيد إذا كان لإكتناز الاصطلاحات -هو حاصل- أو لأجل نفس تلك العلوم، فإنه لا يقرب السالك من الهدف بل يبعده عنه (العلم هو الحجاب الأكبر) {{{السيد الخميني قدس سره الشريف }}} | ||