بواسطة علي110 » الاثنين يوليو 06, 2009 7:00 am
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
الأحاديث النبوية الشريفة كلها هي غاية في الأدب الإلهي، وتجسد العظمة في الفكر والبصائر والأخلاق والايمان .
ثمة أحاديث قدسية صدرت عن رسول الاسلام محمد صلى الله عليه وآله، تدفع المهتم بها الى التمعن والتعمق أكثر فأكثر، ليصل بمستواه وبصيرته الى العمق الإيماني المطلوب ، الذي كان ينشده هذا النبي القدوة صلى الله عليه وآله للمؤمنين .
ومن جملة تلكم الأحاديث قول الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله بأن الحسين: مصباح هدى وسفينة نجاة ، وقد وصف هذا الحديث بأنه مكتوب على يمين العرش، في اشارة الى عظمة وقدسية هذا الحديث المبارك. فهو وغيره مما فاض على لسان سيد المرسلين وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام .
إن الأمة الاسلامية ومنذ استشهاد أبي عبد الله الحسين عليه السلام لاتزال تتدفأ بحرارة الثورة الحسينية. فالحسين عليه السلام قتيل العبرات؛ بمعنى أنه قد قتل لكي يوفر في الأمة المسلمة الدموع، لإن الانسان المسلم حينما تدمع عينه ويخشع قلبه سيكون قابلاً لاستلهام المعاني الحية لتعاليم الدين الحضارية، وسيكون مثله مثل الأرض القابلة لامتصاص غيث السماء حيث تهتز وتربو، دون الأرض الصلدة التي لا تستجيب لنداء المطر ورسالته الداعية الى الانبات .
فعندما يبكي المرء ويخشع قلبه تأخذ الآيات القرآنية الكريمة موقعها منه، وتجد استجابة طيبة لديه من أجل الاعتقاد والتمسك بها وتطبيقها.وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله:( أين الله ) فقال: عند المنكسرة قلوبهم .
إذا ...
المقيم للشعائر الحسينية يتحول الى انسان نزيه وطاهر ونظيف، نظراً الى أنّ دموعه التي ذرفها، وقلبه الذي خشع، قد غسلاه وطهراه من ذنوبه؛ فهو مغسول بالعاطفة والحماس.
والمسلك في ذلك يبدو واضحاً، حيث يعود المقيم للشعائر الحسينية الى قاعدة محاسبـة الذات بصورة إرادية أو لا إرادية. فهو على يقيـن من العظمـة اللامتناهية التي يتمتع بها سيده ومولاه الحسين بن علي عليهما السلام .