الأستدلال من القران على وجوب الكتابة
مرسل: الأربعاء فبراير 17, 2010 10:44 am
[align=center]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=center]يقول المؤرّخ أبو بكر أحمد بن علی بن ثابت المعروف بالخطيب البغداديّ: في وصف رسول الله صلّي الله عليه ] وآله [ الكتابَ أ نّه قيد العلم دليل علی إباحته رسمه في الكتب لمن خشي علی نفسه دخول الوهم في حفظه، وحصول العجز عن إتقانه وضبطه. وقد أدّب الله سبحانه عباده بمثل ذلك في الدَّين فقال عزّ وجلّ: وَلاَ تَسْـَمُو´ا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَي'´ أَجَلِهِ ذَ ' لِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَـ'دَةِ وَأَدْنَي'´ أَلاَّ تَرْتَابُوا.
فلمّا أمر الله تعالي بكتابة الدَّين حفظاً له، واحتياطاً عليه، وإشفاقاً من دخول الريب فيه، كان العلم الذي حِفْظُهُ أصعب من حِفْظِ الدَّين أحري أن تباح كتابته خوفاً من دخول الريب والشكّ فيه. بل كتاب العلم في هذا الزمان مع طول الإسناد، واختلاف أسباب الرواية أكثر حاجة للحفظ.
ألا تري أنّ الله عزّ وجلّ جعل كتب الشهادة فيما يتعاطاه الناس من الحقوق بينهم عوناً عند الجحود، وتذكرةً عند النسيان؟! وجعل في عدمها عند المموّهين بها أوكد الحجج ببطلان ما ادّعوه فيها؟!
فمن ذلك أنّ المشركين لمّا ادّعوا بهتاً اتّخاذ الله سبحانه بناتٍ من الملائكة أمر الله نبيّنا صلّي الله عليه وآله أن يقول لهم: فَأْتُوا بِكِتَـ'بِكُمْ إِن كُنتُمْ صَـ'دِقِينَ. ولمّا قالت اليهود: مَآ أَنزَلَ اللَهُ عَلَي' بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ، وقد استفاض عنهم قبل ذلك للإيمان بالتوراة، قال الله تعالي لنبيّنا صلّيالله عليه وآله: قل لهم: مَنْ أَنزَلَ الْكِتَـ'بَ الَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَي' نُورًا وَهُدًي لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ و قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا. فلم يأتوا علی ذلك ببرهان؛ فأطلع الله علی عجزهم عن ذلك بقوله تعالي: ((قُلِ اللَهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ.)) وقال تعالي رادّاً علی متّخذي الاصنام آلهةً من دونه:(( أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الاْرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَـ'وَت ائْتُونِي بِكِتَـابٍ مِّن قَبْلِ هَـ'ذَآ أَوْ أَثَـ'رَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَـ'دِقِينَ.)) والاَثارة والاَثرة راجعان في المعني إلی شيء واحد، وهو ما أُثر من كتب الاوّلين.
وكذلك سبيل من ادّعي علماً أو حقّاً من حقوق الاملاك أن يقيم دون الإقرار برهاناً، إمّا شهادة ذوي عدل، أو كتاباً غير مموّه، وإلاّ فلاسبيل إلی تصديقه.
والكتاب شاهد عند التنازع كما أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا إسماعيلبن إسحاق، حدّثنا عبد الله بن مسلمة، حدّثنا سليمان بن بلال عن عتبةبن مسلم، عن نافع بن جبير أنّ مروان بن الحكم خطب الناس فذكر مكّة وأهلها وحرمتها؛ فناداه رافع بن خديج، فقال: ما لي أسمعك ذكرت مكّة وأهلها وحرمتها، ولم تذكر المدينة وأهلها وحرمتها؛ وَقَدْ حَرَّمَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّياللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا. وَذَلِكَ عِنْدَنَا فِي أَدِيمٍ خَوْلاَنِيٍّ إنْ شِئْتَ أَقْرَأْتُكَهُ!
قال نافع: فسكت مروان؛ ثمّ قال: قد سمعتُ بعض ذلك.[/align]
[align=center]المصدر/ كتاب المعاد للسيد اية الله محمد الحسيني الطهراني[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=center]يقول المؤرّخ أبو بكر أحمد بن علی بن ثابت المعروف بالخطيب البغداديّ: في وصف رسول الله صلّي الله عليه ] وآله [ الكتابَ أ نّه قيد العلم دليل علی إباحته رسمه في الكتب لمن خشي علی نفسه دخول الوهم في حفظه، وحصول العجز عن إتقانه وضبطه. وقد أدّب الله سبحانه عباده بمثل ذلك في الدَّين فقال عزّ وجلّ: وَلاَ تَسْـَمُو´ا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَي'´ أَجَلِهِ ذَ ' لِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَـ'دَةِ وَأَدْنَي'´ أَلاَّ تَرْتَابُوا.
فلمّا أمر الله تعالي بكتابة الدَّين حفظاً له، واحتياطاً عليه، وإشفاقاً من دخول الريب فيه، كان العلم الذي حِفْظُهُ أصعب من حِفْظِ الدَّين أحري أن تباح كتابته خوفاً من دخول الريب والشكّ فيه. بل كتاب العلم في هذا الزمان مع طول الإسناد، واختلاف أسباب الرواية أكثر حاجة للحفظ.
ألا تري أنّ الله عزّ وجلّ جعل كتب الشهادة فيما يتعاطاه الناس من الحقوق بينهم عوناً عند الجحود، وتذكرةً عند النسيان؟! وجعل في عدمها عند المموّهين بها أوكد الحجج ببطلان ما ادّعوه فيها؟!
فمن ذلك أنّ المشركين لمّا ادّعوا بهتاً اتّخاذ الله سبحانه بناتٍ من الملائكة أمر الله نبيّنا صلّي الله عليه وآله أن يقول لهم: فَأْتُوا بِكِتَـ'بِكُمْ إِن كُنتُمْ صَـ'دِقِينَ. ولمّا قالت اليهود: مَآ أَنزَلَ اللَهُ عَلَي' بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ، وقد استفاض عنهم قبل ذلك للإيمان بالتوراة، قال الله تعالي لنبيّنا صلّيالله عليه وآله: قل لهم: مَنْ أَنزَلَ الْكِتَـ'بَ الَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَي' نُورًا وَهُدًي لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ و قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا. فلم يأتوا علی ذلك ببرهان؛ فأطلع الله علی عجزهم عن ذلك بقوله تعالي: ((قُلِ اللَهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ.)) وقال تعالي رادّاً علی متّخذي الاصنام آلهةً من دونه:(( أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الاْرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَـ'وَت ائْتُونِي بِكِتَـابٍ مِّن قَبْلِ هَـ'ذَآ أَوْ أَثَـ'رَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَـ'دِقِينَ.)) والاَثارة والاَثرة راجعان في المعني إلی شيء واحد، وهو ما أُثر من كتب الاوّلين.
وكذلك سبيل من ادّعي علماً أو حقّاً من حقوق الاملاك أن يقيم دون الإقرار برهاناً، إمّا شهادة ذوي عدل، أو كتاباً غير مموّه، وإلاّ فلاسبيل إلی تصديقه.
والكتاب شاهد عند التنازع كما أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدّثنا إسماعيلبن إسحاق، حدّثنا عبد الله بن مسلمة، حدّثنا سليمان بن بلال عن عتبةبن مسلم، عن نافع بن جبير أنّ مروان بن الحكم خطب الناس فذكر مكّة وأهلها وحرمتها؛ فناداه رافع بن خديج، فقال: ما لي أسمعك ذكرت مكّة وأهلها وحرمتها، ولم تذكر المدينة وأهلها وحرمتها؛ وَقَدْ حَرَّمَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّياللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا. وَذَلِكَ عِنْدَنَا فِي أَدِيمٍ خَوْلاَنِيٍّ إنْ شِئْتَ أَقْرَأْتُكَهُ!
قال نافع: فسكت مروان؛ ثمّ قال: قد سمعتُ بعض ذلك.[/align]
[align=center]المصدر/ كتاب المعاد للسيد اية الله محمد الحسيني الطهراني[/align]