تفسير الاية الأولى من سورة العلق
مرسل: الثلاثاء مارس 02, 2010 6:26 pm
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=center]قال الله الحكيم في كتابه الكريم:
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإنسَـانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الاْكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإنسَـانَ مَالَمْ يَعْلَمْ }[/align]
[align=center]جاء في تفسير « الصافي » نقلاً عن « تفسير القمّيّ » أنّ هذه السورة أوّل سورة
نزلت علی النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم. إذ هبط جبرئيل عليه (صلّى الله عليه وآله)، فقال: يَا مُحَمَّدُ! اقْرَأْ.
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): وما أقرأ؟
قال: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ». يَعْنِي خَلَقَ نُورَكَ القَدِيمَ قَبْلَ الاَشْيَاءِ.
وقال سماحة أُستاذنا العلاّمة الطباطبائيّ أفاض الله علينا من بركات رمسه في تفسيره: مفعول اقْرَأْ محذوف.
وقوله بِاسْمِ رَبِّكَ الباء متعلّق بمقدّر نحو مفتتحاً أو مبتدءً أو باقرأ، والباء للملابسة.
( أي: اقرأ بتلقّي ما يوحيه إليه ملك الوحي مبتدءً أو مفتتحاً أو ملابساً اسم ربّك الذي خلقك ).
وفي قوله: رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ إشارة إلی قصر الربوبيّة في الله عزّ اسمه.
وهو توحيد الربوبيّة المقتضية لقصر العبادة فيه.
فإنّ المشركين كانوا يقولون: إنّ الله سبحانه ليس له إلاّ الخلق والإيجاد.
وأمّا الربوبيّة، وهي الملك والتدبير، فلمقرّبي خلقه من الملائكة والجنّ والإنس،
فدفعه الله بقوله: رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ الناس علی أنّ الربوبيّة والخلق له وحده.
وقوله: عَلَّمَ بِالْقَلَمِ الباء للسببيّة.
أي: علّم القراءة أو الكتابة بواسطة القلم...
والكلام مسوق لتقوية نفس النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وإزالة القلق والاضطراب عنها حيث أُمر بالقراءة وهو أُمّيّ لا يكتب ولا يقرأ
كأنّه قيل: اقرأ كتاب ربّك الذي يوحيه إليك ولا تخف، والحال أنّ ربّك الاكرم الذي علّم الإنسان القراءة بواسطة القلم الذي يخطّ به
فهو قادر علی أن يعلّمك قراءة كتابه وأنت أُمّيّ، وقد أمرك بالقراءة ولو لم يقدرك عليها لم يأمرك بها.
ثمّ عمّم سبحانه النعمة فذكر تعليمه للإنسان ما لم يعلم فقال: عَلَّمَ الإنسَـ'نَ مَا لَمْ يَعْلَمْ.
وفيه مزيد من تقوية لقلب النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وتطييب لنفسه...
وقرأتَ الكتاب: إذا جمعتَ الحروف والكلمات بضمّ بعضها إلی بعض في الذهن وإن لم تتلفّظ بها.
( وإنّما يحصل هذا الضمّ في الذهن فحسب ) والمراد به الامر بتلقّي ما يوحيه إليك ملك الوحي من القرآن.
وعلي هذا، إنّ جميع علوم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كانت بواسطة ملائكة الوحي.
وقراءتها تعني تثبيتها في الذهن والقلب، والعمل بمقتضاها.[/align]
[align=center]وعلّم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وصيَّه أميرالمؤمنين (عليه السلام) ما كان يعرفه من العلوم. أي: علّمه تلك المعاني النوريّة والمدركات القدسيّة العالية التي أُوحيت إليه (صلّى الله عليه وآله) بواسطة أعظم مَلَك من ملائكة الله تعالى
وهو جبرائيل أو الروح.
وذكر أميرالمؤمنين (عليه السلام) ذلك في آخر الخطبة القاصعة، فقال:
وَلَقَدْ قَرَنَ اللَهُ بِهِ صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنْ لَدُنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلاَئِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ المَكَارِمِ وَمَحَاسِنِ أَخْلاَقِ العَالَمِ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ. وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ. يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلاَقِهِ عَلَماً وَيَأْمُرُنِي بِالاقْتِدَاءِ بِهِ. وَلَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاء فَأرَاهُ وَلاَ يَرَاهُ غَيْرِي. وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الإسلام غَيْرَ رَسُولِ اللَهِ (صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَخَدِيجَةَ وَأَنَا ثَالِثُهُما. أَرَي نُورَ الوَحْيُ وَالرِّسَالَةِ، وَأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ.
وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الوَحْيُ عَلَيْهِ (صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَهِ! مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ؟
فَقَالَ: هَذَا الشَّيْطَانُ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ. إنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَتَرَي مَا أَرَي إلاَّ أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ وَلَكِنَّكَ وَزيرٌ، وَإنَّكَ لَعَلَي خَيْرٍ.[/align]
[align=center]المصدر/ معرفة الأمام[/align]
[align=center]قال الله الحكيم في كتابه الكريم:
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإنسَـانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الاْكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإنسَـانَ مَالَمْ يَعْلَمْ }[/align]
[align=center]جاء في تفسير « الصافي » نقلاً عن « تفسير القمّيّ » أنّ هذه السورة أوّل سورة
نزلت علی النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم. إذ هبط جبرئيل عليه (صلّى الله عليه وآله)، فقال: يَا مُحَمَّدُ! اقْرَأْ.
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): وما أقرأ؟
قال: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ». يَعْنِي خَلَقَ نُورَكَ القَدِيمَ قَبْلَ الاَشْيَاءِ.
وقال سماحة أُستاذنا العلاّمة الطباطبائيّ أفاض الله علينا من بركات رمسه في تفسيره: مفعول اقْرَأْ محذوف.
وقوله بِاسْمِ رَبِّكَ الباء متعلّق بمقدّر نحو مفتتحاً أو مبتدءً أو باقرأ، والباء للملابسة.
( أي: اقرأ بتلقّي ما يوحيه إليه ملك الوحي مبتدءً أو مفتتحاً أو ملابساً اسم ربّك الذي خلقك ).
وفي قوله: رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ إشارة إلی قصر الربوبيّة في الله عزّ اسمه.
وهو توحيد الربوبيّة المقتضية لقصر العبادة فيه.
فإنّ المشركين كانوا يقولون: إنّ الله سبحانه ليس له إلاّ الخلق والإيجاد.
وأمّا الربوبيّة، وهي الملك والتدبير، فلمقرّبي خلقه من الملائكة والجنّ والإنس،
فدفعه الله بقوله: رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ الناس علی أنّ الربوبيّة والخلق له وحده.
وقوله: عَلَّمَ بِالْقَلَمِ الباء للسببيّة.
أي: علّم القراءة أو الكتابة بواسطة القلم...
والكلام مسوق لتقوية نفس النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وإزالة القلق والاضطراب عنها حيث أُمر بالقراءة وهو أُمّيّ لا يكتب ولا يقرأ
كأنّه قيل: اقرأ كتاب ربّك الذي يوحيه إليك ولا تخف، والحال أنّ ربّك الاكرم الذي علّم الإنسان القراءة بواسطة القلم الذي يخطّ به
فهو قادر علی أن يعلّمك قراءة كتابه وأنت أُمّيّ، وقد أمرك بالقراءة ولو لم يقدرك عليها لم يأمرك بها.
ثمّ عمّم سبحانه النعمة فذكر تعليمه للإنسان ما لم يعلم فقال: عَلَّمَ الإنسَـ'نَ مَا لَمْ يَعْلَمْ.
وفيه مزيد من تقوية لقلب النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وتطييب لنفسه...
وقرأتَ الكتاب: إذا جمعتَ الحروف والكلمات بضمّ بعضها إلی بعض في الذهن وإن لم تتلفّظ بها.
( وإنّما يحصل هذا الضمّ في الذهن فحسب ) والمراد به الامر بتلقّي ما يوحيه إليك ملك الوحي من القرآن.
وعلي هذا، إنّ جميع علوم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كانت بواسطة ملائكة الوحي.
وقراءتها تعني تثبيتها في الذهن والقلب، والعمل بمقتضاها.[/align]
[align=center]وعلّم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وصيَّه أميرالمؤمنين (عليه السلام) ما كان يعرفه من العلوم. أي: علّمه تلك المعاني النوريّة والمدركات القدسيّة العالية التي أُوحيت إليه (صلّى الله عليه وآله) بواسطة أعظم مَلَك من ملائكة الله تعالى
وهو جبرائيل أو الروح.
وذكر أميرالمؤمنين (عليه السلام) ذلك في آخر الخطبة القاصعة، فقال:
وَلَقَدْ قَرَنَ اللَهُ بِهِ صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنْ لَدُنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلاَئِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ المَكَارِمِ وَمَحَاسِنِ أَخْلاَقِ العَالَمِ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ. وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ. يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلاَقِهِ عَلَماً وَيَأْمُرُنِي بِالاقْتِدَاءِ بِهِ. وَلَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاء فَأرَاهُ وَلاَ يَرَاهُ غَيْرِي. وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الإسلام غَيْرَ رَسُولِ اللَهِ (صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَخَدِيجَةَ وَأَنَا ثَالِثُهُما. أَرَي نُورَ الوَحْيُ وَالرِّسَالَةِ، وَأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ.
وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الوَحْيُ عَلَيْهِ (صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَهِ! مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ؟
فَقَالَ: هَذَا الشَّيْطَانُ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ. إنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَتَرَي مَا أَرَي إلاَّ أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ وَلَكِنَّكَ وَزيرٌ، وَإنَّكَ لَعَلَي خَيْرٍ.[/align]
[align=center]المصدر/ معرفة الأمام[/align]