عبر القرآن عن الفئة المهتدية من أهل الكتاب بأنهم ( يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ ) وهو تعبير عميق يرسم لنا سبيلاً واضحاً تجاه القرآن الكريم والكتب السماوية فالناس أمام الآيات الإلهية على أقسام :
قسم يكرسون أهتمامهم على أداء الألفاظ بشكل صحيح وعلى قواعد التجويد ويشغل ذهنهم دوماً الوقف والوصل والإدغام والغنة في التلاوة ولايهتمون إطلاقاً بمحتوى القرآن فما بالك بالعمل به ! وهؤلاء بالتعبير القرآني ( كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلٌ أَسْفَاراً )
وقسم يتجاوز إطار الألفاظ ويتعمق في المعاني ويدقق في الموضوعات القرآنية ولكن لايعمل بما يفهم !
وقسم الثالث وهو المؤمنون حقاً يقرأون القرآن بإعتباره كتاب عمل ومنهجاً كاملاً للحياة ويعتبرون قراءة الألفاظ والتفكير في المعاني وإدراك مفاهيم الآيات الكريمة مقدمة للعمل ولذلك تصحو في نفسهم روح جديدة كلما قرأوا القرآن وتتصاعد في داخلهم عزيمة وإرادة وأستعداد جديد للأعمال الصالحة وهذه هي التلاوة الحقة .